طبعا الحديث النبوى مكمل للقران الكريم و
بدأت عملية كتابة وتدوين وجمع الأحاديث النبوية في عهد النبي
-عليه الصلاة والسلام- إذ قام عددٌ من الصحابة الذين يجيدون القراءة و
الكتابة بتدوين ما سمعوه من أحاديث نبوية كما فعل عبد الله بن عمرو بن
العاص -رضي الله عنهما-، وعند التعمّق في بحث عن الحديث النبوي و
جمعه يُلاحظ أنّ البداية الحقيقية للجمع كانت في عهد الخليفة عمر
بن عبد العزيز بواسطة الإمام الحافظ الزهري فكان أوّل من دوّن
الحديث النبوي دون تبويبٍ ثم توالت عملية التدوين فيمن بعده في
أكثر من موضعٍ ففي المدينة المنورة ظهر الإمام مالك بن أنس وابن
أبي عروبة وغيرهم وفي مكة المكرمة ظهر ابن إسحاق وعبد الملك
بن جُريج وفي الكوفة ظهر سفيان الثوري وحمّاد في البصرة أما في بلاد
الشام فكان الأوزاعي، وفي القرن الثالث الهجري ازدهرت عملية تدوين
الأحاديث النبوية وتبويبها وتصنيفها بحسب سندها إلى النبيّ -صلى الله
عليه وسلم- ببروز عددٍ من العلماء الأجلاء كالإمام أحمد بمسنده و
غيرهم، ثم كانت النقلة النوعية الكبرى في جمع الأحاديث النبوية بظهور
الصِّحاح -صحيحيْ البخاري ومسلم- اللذين اعتمدا على ما حُفِظ من
الأحاديث في صدور العلماء والمشايخ وما دُوِّن في كتب من سبقهما من العلماء